موقع القماري البعقيلي يرحب بكم

سيدي الحاج الحبيب بن حامد حفظه الله

المدائح البهية من البردة والهمزية

تقديم

تقديم سيدي الحاج الحبيب بن حامد حفظه الله

دروس اذاعة الزيتونة تقديم سيدي الحاج الحبيب بن حامد حفظه الله

سلسلة دروس

سيدي الحاج محمد الكبير البعقيلي رضي الله عنه

كلمة افتتاح الموقع

لمّا منّ الله علينا بمعرفة القطب الربّاني سيّدنا وسندنا الحاج محمّد بن إبراهيم القماري رضي الله عنه، أخذ عنه الجمّ الغفير من الإخوان في تونس الفقه على المذهب المالكي والإذن في الطّريقة التجانيّة. وعرفوا من خلاله الخليفة الصّمداني سيّدنا وسندنا الحاج الأحسن البعقيلي رضي الله عنه ، وصاروا يتولّهون بالقماري والبعقيلي محبّة وشوقا واتباعا، فانصبغت قلوبهم بأنوار هؤلاء الرّجال المربون في الطريقة التجانية ، فلمّا انتقل سيّدي الحاج محمّد القماري إلى رحمة الله تعالى، عزمنا مع ثلّة من تلاميذه وأبنائه على نشر ما يمكن نشره من آثاره العلميّة وتربيته وأخلاقه ومحبّته في شيخه، وقرّرنا الاجتهاد في ذلك ما أمكن.

ونظرا لكثافة المادّة، والعدد الهائل للمواقع التي تتطرّق إلى الطّريقة التجانيّة عامّةً ومؤسّسِها سيّدنا ومولانا أحمد التجاني رضي الله عنه وعن جميع خلفائه وأحفاده إلى يوم الدّين، فإنّنا ارتأينا أن نقتصر في هذا الموقع على واحد من أجلّ تلاميذه وأبرز خلفائه شيخنا وسندنا الحاج الأحسن البعقيلي مع جلالة قدر جميعهم رضي الله عنهم وأرضاهم عنّا، واخترنا بيان ما تميّز به من علم وتجديد وأحوال ربانية.

وسمّيناه على بركة الله : موقع القماري البعقيلي رضي الله عنهما برضى سيّدنا ومولانا قطب دائرة الكمالات ومعدن المعارف والفتوحات القطب الربّاني والعارف الصّمداني جبل السُنّة والدِّين القطب المكتوم والبرزخ المحمّدي المعلوم سيّدنا ومولانا أحمد بن امحمّدْ التجاني سقانا الله من أبحره بأعظم الأواني أبد الآبدين، آمين يا ربّ العالمين.

ومن جملة ما سنورده في هذا الموقع ما يلي:

– التعريف بصاحب الطريقة سيدنا ومولانا أحمد التجاني رضي الله عنه آمين مما ورد في كتب البعقيلي

– الطريقة التجانية وشروطها الأساسية

– مختارات من كلام سيدنا أحمد التجاني رضي الله عنه آمين

– من سيرة سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه امين

– من هو سيدي الحاج الأحسن البعقيلي رضي الله عنه

– من هو سيدي الحاج محمد القماري رضي الله عنه

– كتب البعقيلي رضي الله عنه وأرضاه ورسائله ومخطوطاته

– مقتطفات من كلام القماري رضي الله عنه وأرضاه وتوجيهاته و تربيته

– مقتطفات من كتب ورسائل البعقيلي رضي الله عنه وأرضاه

– ومواضيع أخرى إن شاء الله في القريب

وليعلم القراء الاعزاء ان هذا الموقع ليس الهدف منه ضبط التراث العلمي لهؤلاء الرجال فقط بل و كذلك التواصل بين التلاميذ و المريدين و مشاركة ما وصلوا اليه و ما ينتفع به علوما و فقها و ادابا و اذواقا فنسأل الله القدير ان يمن علينا برضاه و توفيقه و ان يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم موجها الى النفع العميم مصداقا لقوله صلى الله عليه و سلم : “مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ”

والشكر الجزيل لكل من أراد من الاخوان مدنا بما يثري هذا الموقع من آثار البعقيلي وأعماله و كذلك آثار خلفاءه ومقدميه رضي الله عنهم و عن جميع خلفاء الشيخ رضي الله عنه اينما كانوا آمين.

و لا يفوتنا في هذه المقدمة الترضي على روح سيدنا الحاج محمد الحبيب البعقيلي رضي الله عنه الذي خلف اباه لمدة تناهز النصف قرن و الذي لا تزال طلعته البهية تخالج ارواحنا و قلوبنا حضورا و مددا. و كذلك نخص بالذكر و الشكر شيخنا و استاذنا الحاج محمد الكبير البعقيلي رضي الله عنه الذي لا يزال يمدنا بما امده الله به من سر الطريقة و سر اسانيدها و يشع في ظلمات الاوهام بنوره الساطع الماحي لجميع الغفلات كالفيض الاقدس المطهر لغيره من كل ما سوى الله تبارك و تعالى. فالله يديم عزه و يؤيده بنصره و يطيل عمره مع تمام الصحة و العافية و يقر عينه بجميع من انتسب اليه من الاهل و الاولاد و التلاميذ الصادقين الاوفياء و كل من انحاش اليه.

اللهم يسر امره و اعنه على نشر الدين و شد ازره بالصادقين الميامين و انفعنا اللهم ببركاته في الاولين و الاخرين اللهم جازي عنا شيخنا و مولانا و قرة اعيننا سيدنا القطب المكتوم الجزاء الاوفى ووفقنا يا ربنا لمحبته واتباعه و تعظيمه كما احبه و اتبعه و عظمه هؤلاء الرجال فنربح كما ربحوا امين بختم رب العالمين

سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.

الإمضاء

الحاج الحبيب بن حامد التّونسي

مقدّم الزاوية التجانيّة باب الخضراء تونس

عبودية سيدي الأحسن البعقيلي رضي الله عنه وأرضاه

بين أطراف دعائه يقول سيدي الأحسن البعقيلي رضي الله عنه وأرضاه : اللهم كما كنتَ لي سيدا حقاً ، فاجعلني عبدا حقاً لكَ ، ولا تبتليني بفتنة الأقدار ، فإنما أنا ضعيف عن تحمل البلايا ولا تجعلني كأكابر العارفين في البلايا ، فإن صبري عيل وضاق صدري وانقطع أملي إلا منك ولا تختبرني على صحة العبودية والمحبة، فإني أحبُّ منك أن تـُغرقني في حضرة المحبوبية التي لا اختبارَ فيها ، وهى حضرة فضلكَ ، صراطك المحجَّب عن الأشقياء مِن خلقك واجعلني ممحوق الأغراضِ معك بمشاهدة جمال فضلك، وقد ذللتني يومَ أدرجتني في حضرة الحدوث فلا تبتلني على ضعفٍ، فإني ضعيفٌ أصالةً وأنت تعلمه، وإنما إظهار ما عندي في يقيني لا غير، وقد حقرت كلي في علمك باستغنائك عني إجمالا وتفصيلا فبحقِّ كـُنهكَ العلي أنْ تفرد عبوديتي بصفاتها الضعف والحقر إلى عز سيادتك، ولا تجعل لي ما خلقته جاهاً ولا شاغلا عنك، فان جاهي سيادتـُك وملككَ، وكمال عزي في عبودتي، فأغرقني في بحر العبودية حتى أستجمعَ ذراتِ أجزائها فلا تفوِّت لي قدْرَ ذرة منها إلا ملـَّكته لي حتى أعبدكَ عبادةَ مَن استوفاها صلى الله عليه وسلم بإكرامك إياي، بلباسِه التام الدائم في أنفاس الدنيا والآخرة، حتى لا توجدَ مرتبةٌ إلا أظهرتَ عبادتي فيه، ولا لسانٌ من ألسنة الخلق إلا عبدتكَ فيه وبه، وبإغراقك إياي في حضرة المحبوبين المخصوصين حتى أراكَ في حضرة فضل كُنته، بإشراق شموس سماءِ اسمك العظيم في سوادي وخيالي حتى يضمحلَّ عني ما شغلني عنك من سوادٍ وخيال، فأكون لك مظهرَ تجليات صفاتك، ومحلَّ فيوضات لاسم ذاتك حتى أُفيض منكَ ما قصَدهُ القاصدون مني، و أُنيل ما يُسعد أهلَ الحقوق عليَّ، حتى تُغرق مَن عرفني ومن رآنى أو سمعني أو سمع بي أو شاهد آثاري من كتابة وأفعال في بحور سعادة أُنسِك. اهـــ