بسم الله و الصلاة على رسول الله

العلم الذي يبتغى به عرض الدنيا

http://zaouiatijania.ovh/Lobab/2.mp3

السارد:   قال صلّى الله عليه و سلّم: “من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله تعالى ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنّة يوم القيامة” (لباب مقاصد النظم النبوي والشفاء بالكلام المصطفوي – الحديث عدد101)

البيان:

  يوم القيامة ، هذا حديث آخر  و هو كذلك العالم الذي تعلّم علما و لم يعمل بذلك العلم، من علم علما و لم يعمل بذلك العلم  فلا يجد رحمة من الله فلا يعرف رائحة الجنّة، لا يشم رائحة الجنّة معنى أنه يبعد عن الجنّة و يُلقى به في النّار، فمن لم يشم رائحة الجنّة و يبعد عن الجنّة فإنه يلقى به في النّار كما الحديث كما قال، أعد الحديث

السارد:

  قال صلّى الله عليه و سلّم من تعلّم علما مما يبتغى به وجه الله

البيان:

     مما يبُتغى به وجه الله

السارد:

   تعالى

البيان:

   تعالى

السارد:

   ليصيب به عرض الدنيا

البيان:

   ليصيب به عرض الدنيا، هذا إنسان تعلّم العلم لكن لا ليرشد النّاس و يعلّم النّاس و يدّلهم على طريق الله و لكن لأجل أن يبتغى به الدنيا لا وجه الله أن يبتغى به عرض الدنيا، تعلّم العلم لأجل أن يتّبع به هوى نفسه في هذه الدنيا لا أنه تعلّمه لوجه الله و يُبتغى به وجه الله و يعلّمه للنّاس و يدّل النّاس على الله بل لينفع نفسه .

و المثال على هذا هو أولائك النّاس الذين يتعلمون من الكتب التي هي معلومة الآن، معروفة الآن و كثيرة شائعة و هم الذين يتعلمّون الطلاسم و الأحجية و فك الطلاسم لأجل أن يتكّسب بها لأجل أن يكتسب بتلك الطلاسم أو يعلم أذكارا  أو يعمل بها أمورا من الدنيا هو الذي ينطبق عليه هذا الحديث من تعلّم علما لا يبتغى به وجه الله و لكن هو يريد به عرض الدنيا .فما هو جزاؤه؟ فإنه لا يجد عرف الجنّة، فإنه لا يشم رائحة الجنّة. و ما يفعله كثير من النّاس أنهم يبحثون عن تلك الكتب التي فيها الأسماء و فيها الجنّ و فيها الطلاسم و يسهرون الليالي عليها ليتعلّمون ذلك لأجل أن يكتب لهذا، و يسحر لهذا، و أن يُحب هذا هذا و أن يشتت شمل العائلة، و هكذا. فهذا أمره هو الذي ينطبق عليه هذا الحديث. أولائك الذي يبحثون على الأمور و الكنوز و عن الأسماء و المُسميّات لأجل عرض الدنيا فهؤلاء هم الذين ينطبق عليهم هذا الحديث و هو من تعلّم علما يُبتغى به وجه الله و لكن صرفه في عرض الدنيا لأجل الدنيا فهو لم يجد عرف الجنّة و هو الذي يعذّب في النّار و هو الذي قيّد في هذا الحديث السابق.

إذا العلم علمان علم يُراد به وجه الله و هو النافع و علم يراد به عرض الدنيا وهو العلم الضال فما أريد به وجه الله و عمل به فهو العلم النافع و ما أريد به عرض الدنيا و الكسب الحرام من العلم فهو العلم الضال الذي يُلقي بصاحبه في كوكبة من النّار والذي يطيف به  أهل النّار و يقولون له ألست كنت تأمرنا و تنهانا  يقول بلا كنت آمركم و لكن لا أفعل ما آمركم به ، و لكن لا أفعل ذلك .

بسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله على سيد المرسلين

العالم الذي لا يعمل بعلمه

http://zaouiatijania.ovh/Lobab/1.mp3

 السارد

قال صلّى الله عليه و سلّم: إن العالم ليعذب عذابا ليطيف به أهل النار استعظاما لشدّة عذابه (لباب مقاصد النظم النبوي والشفاء بالكلام المصطفوي – الحديث عدد100)

البيان

أيّها الإخوان، لازلنا في هذه الأحاديث المروية عن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و التي ذكّرنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بما للعلم و العلماء من كرامة و عزّة عند الله تبارك و تعالى، و  العاملين بعلمهم الذين يخشون الله و يتّقونه {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } (62 {الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} (63) {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (64) سورة يونس و عكسهم العالمون الذين لا يعملون بعلمهم، العالمون الذين يتنكّبون عن طريق الله  و عن هدي الله و قد تكلمّنا في أحاديث سابقة على العلماء غير العاملين و ما ينتظرهم من عذاب و خزي عند الله تبارك و تعالى يوم القيامة و هذا الأمر إنما هو فيه توجيه لنا __ على أن كل من بلغه علم من العلم إلا و يجب عليه أن يعمل بذلك العلم. و كان  الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يقولون لا نقرأ آية و نتدارسها إلا و نعمل بها، كل  آية من آيات كتاب الله لا يقرؤونها و لا يعلمون بها و هذا علم إلا و يعملون بمقتضاها   لأنّ العلم جعل للعمل و فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر  الكواكب و لكن العالم الغير العامل هو في خزي و ذلّة يوم القيامة. وهذا الحديث الذي فيه إن العالم ليعذّب بعلمه أي بسبب ذلك العلم الذي علمه و لم يعمل به وفق مقتضى الله تبارك و تعالى وفق شرعه وفق أمره  .إن العالم ليعذّب، نعم

السارد

إن العالم ليعذّب عذابا يطيف به أهل النّار

البيان

يعذّب عذابا يطيف به أهل النّار

السارد

إستعظاما لشدّة عذابه

البيان

إستعظاما لشدّة عذابه هنا نستفيد منه فائدة ،هو أن العالم الغير العامل بعلمه يُخزى يوم القيامة في النّار  و يكون في مكان متميّز على أهل النّار جميعا حتى إن أهل النّار المعذبون في النّار  يطوفون به ، يدورون به و يتعجبون من ذلك العذاب الذي   يعذب به إستعظاما بذلك الفعل و ذلك العمل الذي فيه ذلك تعجبا من ذلك الأمر الذي حصل لهذا  الرجل أو هذه المرأة كما كان رجل أو إمرأة كل من علم علما و لم يعمل به إلا و له هذه العاقبة و هو سوء العاقبة و هو أن يجعله الله تبارك و تعالى في النّار  و أن يكون في مكان مميّز  عن أهل النّار جميعا حتى أن أهل النّار يطيفون به يجعلون دائرة كما يطوف الحاج على الكعبة إستعظاما و تعجبا لذلك الأمر الذي فيه هذا الشخص الذي هو  مميّز عن الكافر و مميّز عن المشرك و مميّز عن المنافق لأنه علم و تنّكر لعلمه و هذا الحديث جاء في حديث آخر ربما في الجزء الأخير في الشرح عن أبي الدرداء  يقول

السارد

يُجاء برجل فيُطرح في النّار

البيان

يُجاء برجل فيُطرح في النّار ، نعم

السارد

فيطحن بها

البيان

فيطحن بها

السارد

كما يطحن الحمار  برحاه

البيان

كما يطحن الحمار برحاه يكون كما النار و هو يطحن النار

السارد

فيطيف أهل النار و يقولون أي فلان ألست تأمرنا بالمعروف و تنهانا عن المنكر

البيان

ماذا يقول له الذين يطيفون بالعالم غير العامل و هو في النّار ؟ ألست تأمرنا بمعروف و تنهانا عن المنكر و في حديث آخر كنت أنهاكم و أفعل ما أنهاكم عنه كنت آمركم و لكن كنت أفعل ما أنهاكم عنه .إذن هذا الحديث هو شرح لهذا الحديث أنهم يلقون عليه هذا السؤال كنت تأمرنا بالمعروف و تنهانا عن المنكر و في حديث آخر كنت أنهاكم و لكني أفعل عكس ما أنهاكم عنه ، كنت آمركم و لا أفعل ما آمركم به ، كنت أنهاكم  و لكني أفعل ما أنهاكم عنه و هذا الذي يقولون فيه:

 لا تنهى عن خلق و تأتي مثله     عار عليك إذا فعلت عظيم

وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ     وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ

تعلم يوم القيامة و إن خالها تخفى على النّاس  في الدنيا تعلم يوم القيامة فإن الله يبرزها يوم القيامة حتى أن الناس أهل النار يطيفون بهذا العالم  و يقولون ألست كنت تأمرنا بمعروف و تنهانا عن المنكر فيقول نعم كنت آمركم و لكن لا أفعل ما كنت آمركم به .