كلمة سيدي الحاج الحبيب بن حامد

في حق الشيخ المربي سيدي الحاج محمد الكبير رضي الله عنهما

كلمة سيدي الحاج الحبيب بن حامد في حق الشيخ المربي سيدي الحاج محمد الكبير رضي الله عنهما

كلمة بسيطة ان شاء الله ما نخرجش على الوقت

بسم الله والصلاة على رسول الله

جازى الله عنا شيخنا وقدوتنا سيدي محمد الكبير على هذه الوقفة الصادقة في حضرة الله، هو نائب عن الجميع في حضرة الله، أحنا شويّة وهو واقف رضي الله عنه وأرضاه، نحنا تحت هاكاالشيئهذاكا، مقبل على ربه بكمال الاقبال ميلا وشوقا واعتمادا صابرا مرابطا يكابد غفلاتنا ولا يقنّتنا ويدعو لنا بالخير والبركة ويرجو من الله أن يرى جميعنا من أهل وأولاد وفقراء في ذروة الأخذ والمعرفة والعمل الصالح الدّؤوب ولا يكون هذا الا بتجديد النيات الصالحات معه والقيام على ساق الجدّ واغتنام هذه الأوقات حتى يزيد نور انقداح سرّ العلم الرّبّاني في قلب كلّ محبّ محبوب. اللهم قدّس سرّك فيه وأرضه عنّا واجعل منه صوت هذه الأمّة المسموع ولواءها المرفوع وانصر به الأمّة والدين وأجر على يديه الخير العميم للإسلام والمسلمين وثبّتنا معه امين ببركة شيخنا الأمين، امين.

وأوصي نفسي واخواني بأن يرحم كبيرُنا صغيرَنا وأن يوقّر كلّ منا كبيرنا وأن نعلم حق عالمنا علينا كما قال مما هو معناه صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا ويعلم أو يعرف لعالمنا حقّه، وحقّ عالمنا هنا هو النيّة الصّالحة، تجديد النيّات الصالحات، فكل ما علوت في النّيّة الا ووجدته حاضرا معك، سبقك لها فلا تُنزّل النّيّات انّما ارفعها ولا يحجبك عنه حجاب البشريّة ولا حجاب المجانسة ولا حجاب أخي وابن عمي وعمي، هذا كلّه اطرحه جانبا، أنت في حضرة الله، أنت في حضرة الله وكفى.

ويعلم(انقطاع الصوت 02:01)ربانيا تُدوّن حركاته وسكناته وحتى أنفاسه لأنه كنز من كنوز الغيب، أترك البشريّة جانبا وانظر الى حضرة الله فانّك أمام كنز خرج من كنوز الغيب المُغيّبة، هو غيب، هذا الرّجل هو غيب يُتوجّه به الى حضرة الله سبحانه وتعالى.

ومن ظنّ أنّه عرفه بما يكفي فانّه في غفلة كبيرة إذا لم يفق معه الان لن يفيق بعده فعلم الطريقة التجانية هو علم المعرفة بالله وأساسه ومركزه هو علم التّربية وهو أُسّ الطريقة التجانية وهو العلم الشامل الكامل منه يتتلمذ كل تلميذ ويتعلّم كلّ مريد وكلاهما خاضع للتّربية في حضرة الشّيخ رضي الله عنه، امين. والفرق بينهما هو النّيّة فالمريد اقتصر على المدد الباطنيّ من الشيخ رضي الله عنه وأسقط التّعلّم، كأنه استقلّ بنفسه، لم يستقلّ، كأنّه، والتلميذ هو الذي أقبل على شيخه واتّخذه معلّما ومربّيا في الان نفسه فالتّربية علم ربّاني ونور ايمانيّ يبثّه شيخنا رضي الله عنه في قلب كل فقير عن طريق المُقدَّم المأذون المربّي من خلفاء شيخنا رضي الله عنه، امين. فالتّعلّم يكون بإلقاء نفسك اليه كلّيّا، كُلّيّا، والأخذ عنه في كلّ كبيرة وصغيرة علما وعملا وذوقا واقتداء واهتداء وتعلُّقا وتخلُّقا، وهو أعظم في الرّبح والتّرقّي فمن حُرم الرّضا من مربي زمانه حُرم بركة أوانه. فما نصّبه الله الا ليتوجّه اليه الطّالبون ظاهرا وباطنا نيابة عن السّند ونيابة عن الشيخ رضي الله عنه وعلم التّربية ينحصر فيه جميع العلوم وهو يختصر كل العلوم ولا يختصره أيّ علم لأنّه سيّد العلوم وأوّلها واخرها وكلّ علم ينقص ويزيد الا علم التربية فهو في زيادة دائمة حتى أن من لم يتلقّاه من شيخ مربّ فانّ الله يربّيه كلّ يوم، وكلّنا تحت التربية لكن المربي كالزاوية، المربي هو كنز من كنوز الله خلقه الله خلقا لنا في زماننا، لنا نحن، كل واحد يرى فيه نفسه، خلقه الله منذ بداية الكون من النّور المحمدي الذي كان يصلي بصلاة الفاتح لما أغلق قبل أن تُخلق الأكوان، صنعه صنعا سبحانه وتعالى لنا فنحن منه، نحن خلقنا الله منه، كل ما يأتينا في كل عمرنا فهو منه فهو كالزاوية حقيقته تزوي المسافات، تقصّرها، فانّه لله وبالله يذلّل الصّعاب ويختصر المعاني ويحقق المسائل العلميّة بعد تفصيلها وبفيض علينا من نور الفهم ما لا نتعقّله الا بعد مدّة، يظهر بعد ان شاء الله، فمن انقاد، كما قال الشيخ البعقيلي، فمن انقاد للقطب التجاني بكليّته حمله من ساعته الى مقام المعاينة وكذلك خلفاءه، وكذلك خلفاءه لأنه عمّم في الشّرب الصافي كلّ هذا ولأصحابي، ولأصحابي، هذه منها، عمّمه البعقيلي وطلب من الله أن يُتمّه فأتمّه فرسول الله هو المربّي صلى الله عليه وسلم على الدّهور فيرجع علم التربية اليه مما هو قوله صلى الله عليه وسلم: “ان الله تعالى أمرني أن أُعلّمكم مما علّمني وأن أؤدّبكم” الحديث. وهذا العلم والتّأديب هو المتوارث في خلفائه بالإذن والسّند فالدّخول مع المربّي على المشيخة أولى منه بالدّخول معه على الأخوّة، فالدّخول مع المربّي على المشيخة أولىوأحرى وأسلم وأحقّ وأنفع وأنصف، انصاف، هو اتباع الحق عند ظهوره، وأنصف من الدّخول معه على الأخوّة فلا مشيخة بالعلم لمن لا شيخ له ولا امامة لمن لم يُؤمّ، لا امامة ولا مشيخة لمن لم يكن له عالم معلّم وامام قبله، لمن لم يأتمّ بغيره فلا امامة له، هذا في باب العلم واما في باب التربية فكل داخل من تحت حيطة المربي شاء ذلك أم أبى، كائنا من كان، فهو داخل بالقصر في نهج التجريد وهو تلميذ في حضرة المربي النائب بالإذن والسّرّ والسّند فالإذن راجع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

فانظر وتأمّل هذه المزيّة وأنّك في الحقيقة تتلمذ على يد رسول الله فاقبلها وقبّلها وصُنها في قلبك يصنك الله من كل ما يحزنك. وأول ما يتعلّمه الانسان هو آداب المجلس في حضرة المربي وأن يقبُر نفسه كأنه في قبر لا يتحرك، ميت وفي القبر، ميت وفي القبر أيضا، ليس ميت فقط، ميت ومُقبر، أن يقبر نفسه الفائضة البارزة، لعل بعض اخوانه المفتوح يرى نفسه كيف هي، هائجة خارجة بارزة من صدره ومن منكبيه ومن وجهه فهذا لا يحلّ أن يُرى، وهي تعلو صدره ووجهه ومنكبيه فما أراد العبد لله الفقير الذليل الى الله على أعتاب شيخنا رضي الله عنه الا الله ويدع الفقير الأنساب والأسباب والمراتب فكل نسب وسبب منقطع يوم القيامة الا نسبه ونسبه صحيح، صحيح بالشريف، نعم، لكن ليس كما يفهمه عامّة الناس فنسبه صلى الله عليه وسلم هو شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله ونسبه أيضا نسبة للرسالة الالاهية التي جاء بها وسببه هو سبب وجوده وهو أن يدعو الى الله ويعرّف به ويدعو الى توحيده وهذا فهم يتذوّقه العارفون الأصفياء ومن دخل في قلب هذا الفهم وهذا الصفاء فلن تجد في قلبه مكانا لغير الله ولا تضلّه مرتبة كمرتبة علم أو شرف أو غيره. وأما غيرهم فتضرهم من حيث أن المرتبة هي أولا وبالذات هي لك صحيح لكن هي عليك ثم عليك ثم عليك أيها الفقير الى الله فلا حول ولا قوة الا بالله.

قال شيخنا سيدنا ومولانا أحمد التجاني رضي الله عنه وأرضاه في الإفادة “كيف بالرجل يكون شيخه معه في البلد ويبقى ثلاث أيام لم يزره” وهذه نهاية في التنصيص على تعظيم ومحبة الشيخ المربي وزيارته لله والأخذ عنه لله والتّتلمذ عليه في كل صغيرة وكبيرة والتسليم له.

ولا تنقطع التربية بانتقال المربي ولا يقف التعاون على البرّ والتقوى وانما يواصل الفقراء سيرهم مع الخليفة المأذون مع وجوب تعظيمه واتباعه ويحرم عليهم كما قال شيخنا البعقيلي إذا ظهر يحرم عليهم اتباع غيره من المربين، يُحرم قال سيدي الحاج الحسن، وتنزيله منزلة الشيخ رضي الله عنه لمكان الاذن والسند وكل هذا موجود في كتب البعقيلي رضي الله عنه. قال مولانا محمد القماري صاحب السر الرباني والمدد الصّمداني رضي الله عنه امين “من لم يقرأ كتب البعقيلي ليس عنده قوة الطريقة ولا سر الطريقة” وهو موافق لما قاله مولانا الاحسن رضي الله عنه فما رأيت من عرف أهل الطريقة مثل من طالع كتبنا فيها فاني لا أقول لكم الا ما تحققناه بعيون عيان أمدكم الله بنوره.

ولنمسك العنان مخافة التطويل. ورضي الله عن سيدنا ومولانا رجلها من قاف الى قاف الفرد الهمام والرحمة المهداة من رسول الله الينا شيخ الأمة رسول الأمة هو شيخ الامة، وسيدنا ومولانا سيدنا أحمد التجاني على ما أفاضه ويفيضه من علوم من محض الفضل الرباني ورضي الله عن جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب القطب المكتوم وجازى الله عنا سيدنا ومولانا محمد الكبير لما هو أهله وهو الذي قد تُبسط الأقلام وتُخفض الأصوات في حضرته ويكون السمع والطاعة أدبا مع حضرة الشيخ رضي الله عنه التي هي الحضرة المحمدية.

رُوي عن سيدنا علي كرم الله وجهه: الناس ثلاثة عالم رباني ومتعلّم على سبيل النجاة وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ.

جزى الله عنكم كل خير ونطلب منكم الدعاء الصالح واسمعوا لنا أولا واخرا وانتهاء.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الفاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ و الخاتِمِ لِمَا سَبَقَ نَاصِرِ الحَقِّ بَالحَقَّ و الهَادِي إلى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ و عَلَى آلِهِ حَقَّ قَدْرِهِ و مِقْدَارِهِ العَظِيمِ

بتاريخ  الجمعة 22 جمادى الثانية  1429 الموافق ل 27 يونيو 2008 في بيت سيدي محمد الحبيب رضي الله عنه